محمد مراد عضو جديد
عدد الرسائل : 32 تاريخ التسجيل : 21/03/2007
| موضوع: معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحد سبتمبر 02, 2007 8:18 am | |
| السلام عليكم ورحمه الله
معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم
اعلم عزيزي القارىء أنه قد كان في الأنبياء عليهم السلام من له المعجزة والنبوة معاً مثل موسى والمسيح عليهما السلام وقد ذهبت معجزاتهما بذهابهما ، فلم يبق في أيدي الناس منها إلا ذكرها ، ومنهم من كانت له نبوة ولم تكن له معجزة مثل زكريا وناحوم وميخا وملاخي وغيرهم , وها هو يوحنا المعمدان يقول عنه متى : " يوحنا عند الجميع نبي " (متى 21/26) ، و في موضع آخر " أفضل من نبي " (متى 11/9) ، و رغم ذلك لم يأت بآية واحدة ، يقول يوحنا " فأتى إليه كثيرون و قالوا إن يوحنا لم يفعل آية واحدة " (يوحنا 10/41). وقد أثبت النصارى نبوة جماعة من النساء مثل : مريم أخت موسى وحنة بنت فنوئيل وخلدى واستير وغيرهن ولم يكن لواحدة منهن كتاب ولا معجزة إلا انهن معدودات في زمرة الأنبياء عندهم .
وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد جمع الله له النبوة والمعجزة معاً وقد كانت معجزة القرآن الكريم التي جاء بها الرسول الأمي هي من اعظم معجزاته وقد تميز بها على سائر الانبياء ببقاءها حتى قيام الساعة ، أما معجزات من سبقه من الانبياء فقد كانت معجزات حسية انتهت بانتهاء وقتها ، فلو انك سألت أي نصراني اليوم أرني معجزة من معجزات المسيح فلن يجيبك .
هذا وقد تحدى الله سبحانه وتعالى العرب حين نزول القرآن وقد كانوا اصحاب فصاحة وبلاغة وبيان معروف ، أن يأتوا بسورة من مثل القرآن . وأفرغ هذا التحدي في قوالب مختلفة من اللفظ والأسلوب وأنهضهم إلى ذلك بالتقريع والتحمس ومختلف أشكال التحدي فقال لهم مرة : (( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ )) وقال لهم متحدياً : (( أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ )) ولكنهم عجزوا عن التحدى ولم يفعلوا شيئاً وسجل التاريخ عجزهم ، حتى انهم من شدة عجزهم وهزيمتهم أمام القرآن قالوا : (( هذا سحر وإنا به كافرون )) الزخرف : 30 وقالوا : (( إِنْ هَذَا إلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ )) المدثر : 24 فإذا ثبتت أن بلاغة القرآن الكريم وفصاحته قد أعجزت العرب وهم أهل اللغة المتقدمين في الفصاحة والبلاغة ، فإن عجز العرب هذا هو حجة على سائر الناس من بعدهم . فلا يلتفت بعد ذلك إلى أي محاولة يقوم بها الاعاجم للإتيان بمثل القرآن لأنها ستكون محاولة تدعوا للسخرية. لأن العرب في عصر نزول القرآن لم يكن يدانيهم أحد في عربيتهم فضلا عن أن يساويهم .
وبجانب معجزة القرآن الكريم هناك الكثير من المعجزات والآيات الحسية قد قام بصنعها الرسول صلى الله عليه وسلم ذكرتها الاحاديث الصحيحة ونذكر منها ما يلي :
1- معجزة نبوع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم :-
روى البخاري عن أنس بن مالك قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر، والتمس الناس الوضوء فلم يجدوه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ذلك الاناء فأمر الناس أن يتوضئوا منه فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه، فتوضأ الناس حتى توضئوا من عند آخرهم. [ صحيح البخاري ج 1 / ص 74] [ صحيح مسلم ج4 / ص 1783 ] [ صحيح ابن حبان ج/14 ص/ 477 ] وروى البخاري عن جابر بن عبدالله قال: عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة (أي إناء صغير من جلد) يتوضأ فجهش الناس نحوه (أي تجمعوا) قال: ما لكم؟ قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك فوضع يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا وتوضأنا، قلت: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة. [ صحيح البخاري ج / 3 ص1310/ ] [ صحيح ابن حبان ج14/ص480 ] والرويات في هذه المعجزة مشهورة بين الصحابة وقد رواها جمع كثير منهم أنس وجابر بن عبدالله وابن عباس ، والبراء بن مالك وابو قتادة ،وغيرهم وخبرها متواتر مستفيض . وقد تكررت في أكثر من مناسبة . | |
|